المصدر: جريدة الأهرام 14/4/2016 م
كتب – أحمد سامى متولى وشادى عبدالله زلطة:
- تيران وصنافير من حق السعودية..ولم نفرط فى ذرة رمل
- نحن لا نبيع أرضنا أو نعطيها لأحد ولا نأخذ أرض أحد أو حقَّه
- الهدف خلال الفترة الماضية كان ضرب إرادة الشعب لإحباطه وصولا «للانتحار القومي»
- حريص على استمرار التجربة الديمقراطية التى تعيشها مصر رغم ما أتحمله من تكلفة
- لست إخوانيا أو سلفيا وإنما إنسان مسلم
- التشكيك فى رمز الدولة يهدف للتخلص من مصر حتى نفقد الأمل فى المستقبل
فى لقاء مع ممثلى مختلف فئات المجتمع أزال فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى الشكوك حول عدد من الملفات التى كانت محل اهتمام الرأى العام خلال الفترة الماضية، أكد أنه لا يمكن أن يفرط فى ذرة رمل واحدة من الوطن ، مشيرا إلى أن ملف جزيرتى تيران وصنافير تم دراسته بعناية فائقة من قبل جميع أجهزة الدولة على مدار عامين وتم منح السعودية حقها بعودة الجزيرتين لها وفقا للوثائق والبيانات المعتمدة لدى الأجهزة السيادية للدولة.
وأكد الرئيس أنه مصرى شريف لا يباع ولا يشترى وأن الشعب المصرى قد أختاره لتحمل المسئولية ، مشيرا إلى أنه تحمل هذه المسئولية واحترم إرداة الشعب وصانها بكل إخلاص وأمانة وشرف، مؤكدا أنه لن يخذل المصريين أو يتخلى عنهم ولم يشك لحظة فى إخلاصهم ، مطالبا المصريين بأن يعاملوه والدولة بالمثل.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس مع عدد من ممثلى الكتل البرلمانية بمجلس النواب وممثلى المجلس القومى لحقوق الانسان ورؤساء النقابات المهنية ونقابات العمال والفلاحين، كما ضم الحضور عددا من رؤساء تحرير الصحف والاعلاميين ومجموعة من شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة.
وقال الرئيس موجها حديثه للمصريين : "لم نتآمر أو نعرقل أو نؤذى أو نخون أحدا..لم أتعامل إلا بكل إخلاص وأمانة وشرف واحترام حتى تعرفوا من قمتم باختياره"، مشيرا إلى أنه يوجه حديثه لكل المصريين بما فيهم التيارات المعارضة.
وأضاف أنه عندما كان وزيرا للدفاع قام بمساعدة الرئيس الأسبق بكل قوة من أجل مصر والـ90 مليون نسمة الذين يعيشون على أرضها، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان كانت مستعدة لإيذاء مصر وكسرها.
وأشار إلى أنه عندما تولى منصب وزير الدفاع قال لجماعة الإخوان إنه ليس إخوانيا وإنما إنسان مسلم.
وقال إن أدبيات المؤسسة العسكرية التى تعلمها هى احترام الناس والخوف على كل ذرة رمل فى الوطن.
وأكد الرئيس أنه تحدث بوضوح مع الرئيس الأسبق وقدم له مع المجلس العسكرى الذى كان متواجدا وقتها تقديرا للموقف حتى يتم مجابهة تحدى انهيار الدولة، مشددا على أن المجلس العسكرى لم يعرقل الرئيس الأسبق لأن القوات المسلحة لا يمكن أن تهدم الوطن.
وقال : تحدثت مع الرئيس الأسبق وقلت له إذا كان المصريون معك فلن يقوم الجيش بأى شيء"، مشيرا إلى أنه طالما خرج المصريون عليه أو على غيره بما فيهم هو لعدم رضائهم فهو أمر آخر، مشددا "البلد دى صاحبها شعبها".
وأشار إلى أن ما يشغله هو هموم بلاده وأمانها واستقرارها.
وأضاف قائلا: "وسطنا ناس كتير مش كويسين ومحتاجين يشوفوا هم فين من مصلحة الوطن مش المصالح الضيقة"، مشددا على أن البلاد تمر بأصعب الظروف التى تقابل الوطن فى تاريخه المعاصر.
واستعرض الرئيس المفاوضات التى جرت بين قيادات الجيش والرئيس الأسبق حتى يوم 3 يوليو 2013 ، مشيرا إلى أن الجيش بذل جهدا كبيرا لإيجاد مخرج للأزمة وكان على استعداد لتحمل المسئولية حتى لا تكون على حساب الوطن.
وأضاف أن الجيش اقترح وقتها على الرئيس الأسبق إعادة دورة العملية السياسية بالكامل وأن يختار الشعب للخروج من هذه الأزمة ، مشيرا إلى أنه لم يتم الاستجابة لهذا المطلب حتى عصر 3 يوليو وكان لابد أن يكون هناك تحرك آخر.
وأوضح الرئيس أن الأزمة لم تنته بعد ، مشيرا إلى أن مصر هى الدولة الوحيدة التى لم يقدر عليها أحد وذلك بفضل جيشها وصلابة شعبها وتماسكه ووحدته باستثناء فئة واحدة.
وقال إنه فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعيش فيها البلاد كان من الممكن أن نفكر فى أفكار شريرة أو نفعل مثلما فعل البعض بالقفز على بلد أخرى للحصول على خيرها ، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتم الاعتداء على دولة مثل ليبيا واستباحة أرضها عند الثأر للشهداء الذين ذبحهم تنظيم داعش فى سرت.
واستشهد الرئيس بمقولة لوالدته قائلا: " علمتنى أمى ألا أطمع بما فى يد الناس حتى لو كان والدى ، وأن أطمع فقط فى الذى يعطى الناس سبحانه وكانت تقول لى من يعطى الناس سوف يرزقك".
وشدد الرئيس قائلا: "نحن لا نبيع أرضنا أو نعطيها لأحد ولا نأخذ أرض أو حق أحد".
وأشار الرئيس إلى أنه سبق أن أوضح أن الهدف خلال الفترة الماضية هو ضرب إرادة الشعب المصرى وتماسكه لإحباطه وصولا إلى ما وصفه بـ "الانتحار القومي" ، حتى يصل الشعب لمرحلة عدم تصديق أى شيء والتشكيك فى كل شيء وفقدان الأمل والثقة فى الدولة، مشيرا إلى أن هذه الحالة قد تشكلت على مدار سنوات طويلة ظهر فيها من قدموا أنفسهم على أنهم أصحاب الدين وشككوا فى بطلان أى أعمال يقوم بها الناس.
وأضاف أن هناك حالة من التشكيك وعدم الثقة لدى المصريين فى بعضهم البعض، مطالبا علماء النفس والاجتماع بدراسة هذه المشكلة وحلها حتى يتم بناء الثقة من جديد.
وأشار إلى أنه تحدث سابقا عما يسمى بحروب الجيل الرابع والخامس ومن يقف وراء أدوات التواصل الاجتماعى لتضليل الناس، ومنها الكتائب الالكترونية التى تشوه الإنجازات.
وأقسم الرئيس بأن حجم العمل الذى تم إنجازه خلال العامين الماضيين لا يمكن أن يتم خلال عشرين عاما، مشيرا إلى أنه يعرف مشاكل الدولة جيدا هو ووزراء الحكومة كما يعرف كل ما يدور فى قطاعات الدولة.
وأشار إلى أن المصريين لا يشعرون بحجم الجهد نتيجة استمرار العمل المضاد والسلبى الذى يتم ويضيع عليهم الفرحة. وقال إنه يسعده رد فعل المصريين وانتقاداتهم لغيرتهم على وطنهم.
وأضاف أن المشككين يروجون حاليا مزاعمهم فى كافة الأماكن بما فيها وسائل النقل العامة بهدف تفكيك الكتلة المصرية.
وقال الرئيس إن شراسة الهجمة على مصر تعكس النجاح ، مشيرا إلى أن الشعب المصرى صامد ومتحد رغم ما يعانيه من محاولات للحصارالاقتصادى وافتعال أزمة الدولار ، موضحا أن شراسة الهجمة ستزيد ولن تقل.
وحذر من إساءة البعض لمصر دون قصد ، مطالبا الشعب بتذكر الوضع الأمنى وحجم الضعف والتعدى على منشآت الدولة التى كانت عليه البلاد منذ سنوات قليلة ، مشيرا إلى أنه تم تخطى هذه المراحل ويتم الانتقال من نجاح إلى نجاح.وأشار إلى أنه رغم كل هذه النجاحات لم تتوقف الهجمات والضغوط.
وقال إن وعى المصريين يزيد يوما بعد يوم مما يعطيه مناعة وحصانة ضد هذه الهجمات.
وأوضح الرئيس أنه حريص على استمرار التجربة الديمقراطية التى تعيشها مصر حاليا ، مشيرا إلى أنها تسير فى وضعها الطبيعى على الرغم مما يتحمله من تكلفة هذه التجربة ، مشيرا إلى أن هذه التجربة فى مصر لها خصوصية
ويجب الحفاظ عليها لأنها ستبنى المستقبل.
كما حذر الرئيس من محاولات البعض لضرب الدولة وحصارها وعزلها ، مشيرا إلى أنهم لم ينجحوا فى ذلك.
وأشار إلى أنه أقر فى لقائه بالمثقفين المصريين منذ عدة أيام بوجود إشكاليات كثيرة فى كل مؤسسات الدولة وهو سبب قيام الثورة ، مضيفا أن عملية إصلاح هذه المؤسسات ستستغرق وقتا حتى يتحقق الشكل المثالى الذى ينادى به الشعب ، قائلا:"المثالية فى الكتب لكننا نسير فى طريق النجاح وسوف ننجح فيه يوما بعد يوم".
وكشف الرئيس أن هناك من يشكك فى رمز الدولة بهدف التخلص من مصر خلال 4 سنوات حتى لا يكون هناك أملا فى السنوات القادمة، مشيرا إلى أنهم يعملون وفق تخطيط بأدوات من داخل وخارج البلاد.
وأضاف أن الرئيس موجها حديثه للمصريين: "أهل الشر يحاولون منذ 40 عاما هدم مؤسسات الدولة العريقة".
وأكد الرئيس حرصه على ثوابت الدولة المصرية وعدم تغييرها ، مشيرا إلى أن الشعب كلفه بالمسئولية ليقوم بالحفاظ على الدولة وثوابتها ، كما يحافظ على مبادئ إدارة علاقاتها الخارجية والداخلية فى إطار من اللا انتهازية.
وشدد على أن الدولة لا تقوم بالتآمر ضد أحد ولا تدخل بالسلب ضد أحد ولا تتحالف على أحد ضد أحد ، مشيرا إلى أن الدولة حريصة على الحفاظ على هذه القيم والمبادئ.
كما شدد على ضرورة الحفاظ على الاعتدال وتوازن القرار المصرى والسعى إلى التوافق قدر الإمكان على ألا يكون هذا التوافق ليس على حساب مصر.
وأكد أن هناك ثوابت بعدم التفريط فى ذرة من حقوق مصر وعدم المساس بحقوق الآخرين، فضلا عن ثوابت الصبر على إيذاء الآخرين لنا وإعطائهم الفرصة لمراجعة مواقفهم.
وأضاف الرئيس قائلا: " فى الخارج كل الدول الآن أصبحت تتعامل مع مصر فى إطار من الاحترام وأخذت وقتا كى تصدقنا وبمجرد أن رأت ذلك أصبحت مستعدة للتعاون على هذه الأرضية".
وحذر الرئيس من طمس الحقيقة وتزييف الواقع ، مشيرا إلى أنه ينبغى أن ينتبه المصريون لذلك ، حيث أن وعيهم يزيد يوما بعد يوم.
وقال إن :" إفقاد الثقة فى كل شيء جيد وتعظيم النقد فى كل شيء غير جيد ،هذه هى السياسة الحالية وهو ما سيصل بنا إلى انتحار قومى ، ليصل المصريون إلى درجة الخروج على كل شيء ..وهدم قدرة الدولة شعبا وحكومة وقيادة وإفقادها معنوياتها وتحطيم الأمل وتقديم اليأس فى المستقبل والدخول فى حالة ضياع هذا هو ما يحدث فينا الآن ومنذ سنتين تقريبا".
وحول ملف تعيين الحدود البحرية المصرية السعودية، قال الرئيس: «احنا مفرطناش فى حق لينا وأدينا حق الناس لهم، مصر لم تفرط أبدا فى ذرة رمل من حقوقها وإعطائها للآخرين".
وأضاف أن الإشكالية التى تقابلنا فى هذا الموضوع كشعب ورأى عام هى أن هناك مسافة كبيرة جدا بين سياق الدولة فى التعامل مع قضاياها والسياق الفردى فى تناول الموضوع، مشيرا إلى أنه لم يتم تداول موضوع المراسلات بين البلدين حتى لا نؤذى الرأى العام فى البلدين
وأشار إلى أنه كانت هناك ظروف سياسية وأمنية تاريخية لتولى مصر مسألة الحفاظ على الجزر حتى لا تسقط.
واستعرض الرئيس تداعيات الموقف منذ حرب 1967 مرورا بإبرام معاهدة السلام ، مشيرا إلى أنه كان من غير المناسب طرح هذه القضية بعد إبرام المعاهدة.
وشدد الرئيس موجها حديثه للمصريين: "فى مسألة تعليم الحدود البحرية لم نخرج عن القرار الجمهورى الذى صدر منذ 26 عاما وتم إيداعه فى الأمم المتحدة وقتها وهناك من تعاملوا مع هذا الملف منذ عام 1990 بناء على مطالبات من السعودية بأهمية استعادة الجزيرتين"
وأضاف قائلا : "لو كنا أعلنا منذ 8 شهور عن هذه القضية كان سيترتب على ذلك تداعيات على العلاقات المصرية السعودية وأخذت الضربة فى صدري"، مشيرا إلى أنه لو كان قد تم الإعلان فى حينها كان سيتم الدخول فى السياق السائد حاليا وكانت طريقتنا فى التعامل ستؤذينا وتضعف موقفنا.
ووجه الرئيس حديثه للمصريين قائلا: "اوعوا تكونوا فاكرين إن تعاملكم مع ملف سد النهضة كان فى مصلحتنا وانتم يا مصريين لا تعرفون نتيجة هذا التداول دون حدود أو ضوابط لأنكم تؤذون أنفسكم وبلدكم".
وأضاف أن الإعلام يعبر عن سياسة الدولة، مشيرا إلى أن ما يتم تقديمه فى الإعلام يعطى رسالة للإثيوبيين والسعوديين وغيرهم حول أى ملف.
وأشار إلى أن تقدير الموقف السياسى عند مناقشة ملف الجزيرتين كان يتمثل فى طرح الملف بعد أن يتم الانتهاء ولن أسمح بالدخول فى مشاحنات وصراعات لأن الهدف هو عزل الدولة المصرية واستكمال حصارها وطرح القضية يتسبب فى مشكلة كبيرة لمصر مع أشقائها وخاصة أن البعض يريد أن تصبح مصر مثل الكيان المجروح فى سوريا والعراق واليمن وليبيا"
وأوضح الرئيس أنه كان قد طلب مذكرة فى يونيو 2014 حول ملف الجزر ولم يكن أحد قد تحدث عنها أو تم إثارة الموضوع مع السعودية، ولكن المسئول عن الدولة يجب أن يكون جامع لكافة المواقف وألا يفاجأ بأى شيء.
وقال إنه :"كان المنظور السياسى هو الحرص على عدم إدارة أزمة وإعطاء الحقوق لأصحابها، أما من المنظور الفنى فقد طالبت وزارات الخارجية والدفاع والمخابرات العامة بأرشيفهم السرى للتأكد من كافة البيانات والوثائق، وبعد كافة الدراسات اتخذت الإجراء على ضوء البيانات والوثائق التى تؤكد أن هذا الحق لهم".
وأقسم الرئيس أنه استفسر عن هذا الملف من مختلف الجهات لأنه حق بلد ، قائلا: "أقول لكم هذا لتكونوا مطمئنين على بلدكم حتى لا يكون هناك تشكيك".
وأشار إلى أن اللجان الفنية المتخصصة عقدت 11 جلسة ، متسائلا: "هل كل من فى وزارة الخارجية والمخابرات والجيش أشخاص غير وطنيين يرغبون فى بيع بلدهم، لا يمكن أن نشكك بهذا الشكل دول بلدكم وناسكم إذا كنتم بتتشككوا فيهم يبقى ناقص مين فى البلد..خلوا بالكم أنتم تتحدثون بنسق الفرد وأنا أتحدث بنسق الدولة بكل ما تعنيه هذه الكلمة".
وأضاف أنه قام بالتشاور مع كل من كان له صلة بالموضوع وتواصل معه للتأكد، مشيرا إلى أنه استعان بالدكتور مفيد شهاب أكثر من مرة ، مضيفا أنه لا يقول ذلك للاطمئنان على الجزيرتين ولكن ليطمئن المصريين على الرجل الذى آمنوه على بلدهم وعرضهم وأرضهم.
وقال إنه لا يأخذ الموضوع بمحمل شخصي، مشيرا إلى أن هناك فوضى فى كل شيء ولكنه يتحمل من أجل نجاح التجربة، محذرا المشككين من أنهم يؤذون أنفسهم
وأشار الرئيس إلى أنه حرص على أن يكون التوقيع أمام العاهل السعودى خلال زيارته لمصر، حتى يتأكد شعبه أن حاكمهم يبحث عن حقوق بلاده.
وأوضح أن ترسيم الحدود البحرية يخضع لمعاهدات دولية وقواعد يجب الالتزام بها ونحن نقوم بالتعيين للحدود ، مؤكدا مجددا أنه أصر على عدم تغيير أى نقطة تم تحديدها بناء على قرار الجمهورى لسنة 1990.
وكشف الرئيس أنه طوال السنوات الماضية لم تستطع مصر التنقيب عن الثروات الموجودة فى مياهها الاقتصادية طبقا للمعاهدات الدولية ، حيث لا يمكن التنقيب عن البترول دون ترسيم أو تعيين للحدود البحرية مسبقا، مشيرا إلى أن التعيين تم من أقصى جنوب البلاد حتى شمالها وشرقها.
وكشف الرئيس قائلا: "تعيين الحدود مع قبرص مؤخرا أتاح لنا التنقيب فى المياه الاقتصادية الخاصة بنا وهو ما كشف عن حقل ظهر للغاز، وحاليا يتم تعيين الحدود مع اليونان لأننا لا نستطيع أن ندخل على المياه الاقتصادية المصرية المشتركة بيننا وبين اليونان إلا بعد تعيين هذه الحدود".
كما كشف أنه عندما تم اكتشاف حقل، اتصل به الرئيس القبرصى لتهنئته ، مشيرا إلى أنه قال له: "فخامة الرئيس لو حدود الحقل تدخل فى نطاق المياه الاقتصادية لقبرص فسيتم منحها نصيبها من الحقل"، مشيرا إلى أنه هكذا تدار العلاقات بين الدول، قائلا:"إذا كنا نحب الحق فعندما نتعامل مع الناس يجب أن نعطيها حقوقها"
وناشد الرئيس الجميع بعدم التحدث مرة أخرى عن ملف الجزيرتين لعدم الإساءة لأنفسهم، لاسيما أن هناك برلمانا تم اختياره سيشكل لجان ويناقش الاتفاقية ليمررها أو لا يمررها ، مطالبا بعدم التشكك فى كل شيء، مطالبا الجميع بالفصل بين ممارسات الأفراد ومماراسات وأداء الدولة.
وحول مقتل الشاب الإيطالى "رجيني"، قدم الرئيس العزاء لأسرته وأكد أن هناك شاب مصرى مفقود فى إيطاليا منذ نوفمبر الماضي
وقال الرئيس إنه بمجرد الإعلان عن مقتل الشاب الإيطالى اتهم بعض الأشخاص الأجهزة الأمنية المصرية بقتله وتناولت شبكات التواصل هذه الأخبار ، كما تناول الكثير من الإعلاميين هذا الموضوع نقلا عن شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال إن مصر تتعامل مع الجانب الإيطالى بمنتهى الشفافية ، مشيرا إلى أن من يدير التحقيقات ليست وزارة الداخلية ولكن النائب العام الذى يمثل قضاء مصر.
ووجه حديثه للإعلاميين قائلا: "إقرأوا كل ما صدر بخصوص هذا الملف فى القنوات والصحف وهو ما عكس رؤية سلبية للخارج عن هذا الموضوع".
وأشار الرئيس إلى أنه فى كل مرة يتم فيها الإعلان عن أى مشروع أو قرار يتم التشكيك فيه ، مضيفا أن هناك أهل شر وسط المصريين يشككون فى كل شيء.
وأضاف موجها حديثه للإعلاميين :"اتفقت معكم أنكم طرف فى المعادلة للحفاظ على مصر ووعيها وانتم مسئولون عن ذلك ، ولا يمكن أن تكون مصادركم شبكات التواصل الاجتماعى لأنها مؤشر فقط وليست مصادر فهى خطيرة ومن الممكن أن نضع كتيبتين على شبكات التواصل الاجتماعى ونخلق أكاذيب ، أين دراساتكم وأبحاثكم وتوجهاتكم التى لا يحاسبكم أحد عليها ولكن لا تقوموابإيذاء بلدكم فى نفس الوقت"
وقال إن مصر تولى قضية مقتل الشاب الإيطالى اهتماما كبيرا نظرا للعلاقات المتميزة مع الجانب الإيطالى لأن القيادة الإيطالية هى أول من وقفت بجانب مصر بعد ثورة 30 يونيو.
وأكد الرئيس ضرورة الانتباه للأكاذيب والادعاءات التى تصدر من قبل أشخاص بين المصريين ثم يتم تداولها، قائلا: "نحن من صنعنا الأزمات بأنفسنا ونحن من صنعنا أزمة مقتل الشاب الإيطالى فى مصر".
وحول ملف الحريات وحقوق الانسان، قال إنه يرى أن حق الانسان يتمثل فى تعليم جيد وعلاج جيد ومسكن جيد وفى وعى حقيقى وليس التغييب.
وأضاف قائلا: "اوعى تفتكروا أن القضية فى مصر حرية تعبير أقول لا، فقضية مصر أكبرمن حرية التعبير مع ضرورة كفالتها للجميع ولو أردتم إثبات كلامى تصفحوا الجرائد أمس والعام الماضى هل كل ما بها مع نهج الدولة لتروا إذا كانت الحرية مكفولة أم لا"
وأشار إلى أن تقدم مصر ليس بحرية التعبير فقط ولكن بالعمل والإخلاص،مشيرا إلى أنه يتم بناء أساس دولة ديمقراطية حديثة بكل ما تعنيه هذه الكلمة ولكننا فى خطوة لمشوار سيأخذ وقت طويل.
وحول حقوق الانسان والإجراءات الأمنية ومد تغول السلطة، قال الرئيس إن الدولة تحاول أن تضع توازن بين الإجراءات الأمنية وحقوق الانسان، محذرا من تواجد أهل الشر بين الناس ، قائلا : من سيعيش بيننا فى سلام سنضعه فوق رؤوسنا أما من يحمل السلاح لن نتركه فالشعب المصرى وضع الأمانة فى رقابنا وسأحاسب عن كل مواطن فى مصر أمام الله".
واستطرد الرئيس قائلا:"مقدرش أقول أن الكمال متاح ويجب أن تفهموا أن القضية كبيرة استغرقت 40 عاما ، هناك أشخاص دخلوا المجتمع ويقومون بالعبث فى قيمه ونسيجه ويأخذوه فى اتجاه أخر" ، مضيفا " أحاول الحفاظ على هذه الأمانة جنبا إلى جنب مع الدور الذى يقوم المجلس القومى لحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدنى التى تحاول الدولة تعزيز دورها".
وأشار إلى أنه قد أصدر قرارات سابقة بالعفو عن 4 دفعات من الشباب المحبوسين خلال الشهور الماضية ، مؤكدا أن الدولة مستعدة لمراجعة القوائم مرة أخرى لإطلاق سراح كل من هو برئ خلف أسوار السجون.
وتحدث الرئيس عن التحديات التى تم اجتيازها منذ توليه السلطة قبل 22 شهرا من تشكيل لمؤسسات الدولة بما فيها الرئيس والبرلمان وتعديل الدستور بشكل يرضى طموحات المصريين ، فضلا عن بناء مؤسسات الدولة واستقرارها وتحسن الوضع الأمنى ومكافحة الإرهاب حتى فى سيناء ، متسائلا :"أريدكم أن تتذكروا كم عدد العناصر الإرهابية التى كانت متواجدة فى سيناء منذ خمس سنوات كيف كان تسليحها وكيف أصبحت الأوضاع الآن"، مشيرا إلى أنه لم يتم حسم المعركة نهائيا ولكن هناك إنجازا كبيرا ، مطالبا الشعب المصرى بالوقوف خلف الجيش والشرطة فى هذه المعركة، مشيرا إلى أن هناك جنود راضون بالعيش مع الموت كل يوم من أجل استقرار مصر.
كما أشار إلى اجتياز العديد من الأزمات المظلمة فى البلاد بما فيها أزمة كهرباء وأزمة الغاز والبوتاجازالمتجددة كل شتاء، كما كان هناك قصور فى البنية الأساسية لدولة ترغب فى التأكيد على موقفها الجغرافى الفريد، مشيرا إلى أنه تم إنجاز ذلك من طرق وكبارى وأنفاق وموانئ وقطارات.
وأعلن الرئيس أنه سيتم افتتاح مجموعة من المشروعات الكبرى يوم 25 إبريل.
وأضاف أنه فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بمصر، تنطلق الدولة فى كل الاتجاهات وعينها على الإنسان المصرى البسيط الذى يعانى من ظروف صعبة ، مؤكدا أنه لن يحدث تصعيد فى أسعار السلع الأساسية مهما حدث للدولار، مؤكدا مسئولية الجيش والدولة معا، كما أكد أن شهر رمضان المقبل لن يشهد ارتفاعا فى الأسعار.
وحول المشروعات القومية التى تم إطلاقها، كشف الرئيس عن الانتهاء من تأسيس شركة الريف المصرى التى تشرف على استصلاح المليون ونصف المليون فدان، مشيرا إلى أنه يتم العمل حاليا على تطوير المحور الاقتصادى لقناة السويس وتنفيذ الاتفاقيات التى تم توقيعها خلال الفترة السابقة.
وأشار إلى أنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة استقبال الرئيس الفرنسى يرافقه وفد كبير من رجال الأعمال، كما سيتم استقبال وفد من 122 شركة ألمانية قريبا، مشيرا إلى أن هؤلاء المستثمرين لن يعملوا فى مصر إلا على ضوء توفير الأمن والاستقرار وبنية أساسية متطورة وهى الإنجازات التى قمنا بها خلال 22 شهرا بجهد المصريين.
كما أعلن الرئيس أنه سيتم خلال شهور افتتاح أكبر مزرعة سمكية فى كفر الشيخ ، كما سيتم بعد 8 أشهر افتتاح مزارع سمكية فى شرق بورسعيد،فضلا عن إنشاء مدن جديدة فى شرق بورسعيد والاسماعيلية الجديدة والسويس الجديدة والعلمين والعاصمة الإدارية.
وأضاف أنه يتم حاليا تنمية حقيقية فى صعيد مصر لتستفيد محافظاتها من التقسيم الإدارى الجديد الذى يتيح لها ظهيرا صحراويا ومنفذا على البحر وإقامة العديد من المشروعات ومنها مشروعات الإسكان الاجتماعى فى المنيا وسوهاج وأسيوط والأقصر بهدف إنشاء كيانات سكانية فى الظهير الصحراوي.
وحول مشروع الصرف الحي، كشف أنه سيتم خلال العامين المقبلين الانتهاء من 50%
من مشروعات الصرف الصحى فى قرى وريف مصر ، بالإضافة إلى المناطق الصناعية فى الصعيد والتى ستعطى فرصة للاستثمار فى العمالة وتوفير فرص عمل ، مشيرا إلى أنه تم تخطيط أكثر من منطقة فى الصعيد جارى تنفيذها.
وحول ملف سيناء ، قال الرئيس أنه تحدث فى مداخلة على إحدى القنوات ليطمئن المصريين بأن هناك عملا جادا يتم فى سيناء تم البدء به منها أنفاق شرق القناة، مشيرا إلى أن هناك 3 مدن فى الضفة الشرقية ، كما تحدث عن سحارات المياه التى ستدخل كميات كبيرة من المياه بعد أن كان يتم التخلص منها فى البحيرات، كما تم إنشاء محطات معالجة ثلاثية ، كما سيتم إنشاء 10 مصانع رخام ستبدأ العمل فى سيناء نهاية العام.
وأضاف أن هناك تطوير لمصانع أخرى ، فضلا عن إقامة التجمعات السكنية البدوه التى تتناسب مع طبيعة حياة أهل سيناء، فضلا عن الآبار المخصصة للزراعة وتوسيع الرقعة الزراعية، كما تحدث عن الجامعات التى يتم إنشاؤها هناك.
وحول السياسة الخارجية لمصر، قال الرئيس إنها تتسم بالاعتدال والتوازن وبناء العلاقات مع كل الدول ، مشيرا إلى أن مصر نجحت بشكل كبير فى هذا الملف وهذا واضح فى علاقتنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وفى العلاقات مع أشقائنا فى أفريقيا ، مؤكدا أن الحالة التى كانت موجودة بعد 30 يونيو انتهت تماما.
وحول التواجد المصرى فى المحافل الدولية، قال الرئيس إن مصر تسير بشكل جيد وفى تطور مستمر ، مشيرا إلى أن مصر أصبحت عضوا غير دائم فى مجلس الأمن ، فضلا عن عضويتها فى مجلس السلم والأمن الإفريقي، مشيرا إلى أنه حتى الدول التى تعادى مصر لم نرد الإساءة بالإساءة وأقول لكم كلما يزيد ضغط الإساءة سنقابله بمزيد من العمل وكلما يسعون لكسرنا وإيذائنا أكثر سنعمل أكثر.
وطالب الرئيس النقابات بالابتعاد عن العمل ببعد سياسى وخدمة المواطنين والأعضاء وعدم تحويل النقابات لمراكز أعمال سياسية. وحول ملف الشباب ، قال الرئيس أنه كان قد أعلن أن عام 2016 عام الشباب المصرى ، مشيرا إلى أنه قال لوزير الشباب ما قمنا به لا يكفي، مشيرا فى نفس الوقت إلى أن ثلث أعضاء البرلمان من الشباب و89 إمرأة ،الأمر الذى يعد غير موجود فى برلمانات كثيرة حول العالم، كما أشار إلى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة ، مشيرا إلى أنه التقى منذ ثلاثة أسابيع بهم لمتابعة أوضاعهم والاستماع إلى آرائهم. وانتقد الرئيس الهجوم الذى يتعرض له البرلمان قائلا :" ده برلمان مصر مش ملك حد".
وحول المحليات، قال الرئيس: "عانينا كثيرا من محليات مصر ، ومطلوب من شباب مصر لو هناك عزيمة لمجابهة الفساد خلوا الشرفاء يتصدروا انتخابات المحليات المقبلة ، مطالبا الشباب بالاستعداد جيدا لهذه الانتخابات وإفراز أفضل ما لديهم حتى تتم معالجة الكثير من السلبيات. واختتم الرئيس حديثه قائلا: " أقول للمصريين فى النهاية لم أخذلكم ولم أتخل عنكم ولم أشك لحظة فى إخلاصكم..من فضلكم عاملونى بالمثل وعاملوا الدولة بالمثل".
لا تلتفتوا إلى السجادة الحمراء وركزوا على المشروعات
مازح الرئيس الحضور خلال لقائه بممثلى مختلف طوائف المجتمع أمس عندما صرح بأنه سيتم افتتاح عدد من المشروعات الكبرى قريبا ، حيث قال :" أرجوا ألا نقول وقتها سجادة حمرا وأن تقوموا بإلقاء الضوء على ما ترونه من إنجازات".
الرئيس يوجه بتبكير انتخابات المحليات
اعلن المكتب الإعلامى لرئيس الجمهورية أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه رئيس مجلس الوزراء بالعمل على تبكير البدء فى تنفيذ إجراءات الانتخابات المحلية.
دقيقة حدادا على أرواح الشهداء
استهل الرئيس عبد الفتاح السيسى لقاءه أمس بممثلى طوائف المجتمع المصرى بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء مصر، تقديرا لتضحياتهم فى سبيل الوطن.
وأكد الرئيس أن قيم الصدق والشفافية والأمانة هى القيم الحاكمة للحديث مع الشعب المصري، منوها إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار لا يجب أن يُثنى المصريين عن التحسب لأية تحديات أو مخاطر تحدق بالدولة المصرية، محذراً من أن هدف من يضمرون لمصر الشر والسوء هو ضرب إرادة الشعب المصرى وإحداث انقسام فى نسيجه الوطني.
وقد شارك فى اللقاء من قيادات الدولة كل من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسامح شكرى وزير الخارجية، وخالد فوزى رئيس المخابرات العامة.
كما شارك فيه الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية وشئون مجلس الشعب الأسبق، واللواء بحرى محسن حمدي.